"أدهم صبرى ...رجل مخابرات مصرى فى الثلاثينات من عمره ،يرمز له بالرمز ن-1 ، حرف النون يعنى أنه فئة نادرة ورقم 1 يعنى أنه الأول من نوعه ...يجيد كل أنواع الرياضات القتالية من النبلة والسنجة وحتى مصارعة الديناصورات وقيادة كل أنواع المركبات من الاسكوتر حتى المركبة الفضاء ، ويجيد كل اللغات الحية والميتة والمحتضرة....
لقد أجمع الكل أنه من المستحيل وجود رجل كهذا ولكنه حطم هذا المستحيل ...ولذلك كان هو الرجل...رجل المستحيل"
ترارارارا ....بوممممم
الفقرة اللى فاتت دى كانت المقدمة التعريفية (مع وضع التاتش بتاعتى عليها) لسلسلة روايات رجل المستحيل ، والتى ألفها د.نبيل فاروق فى الثمانينات واستمرت حتى 2008 (وتقريبا عمل كام عدد بعد كدة مش فاكر)...
تنبع أهمية الروايات دى من أنها أول قصص طويلة يقرأها الطفل -الشاب الصغير- بعد مجلات ميكى ، مفيش حد معداش على رجل المستحيل من جيل الثمانينات ، على الرغم من أنها كانت موجهة لأطفال السبعينات اللى كانوا مراهقين فى الثمانينات ولكنهم كانوا على الأغلب منشغلين بالشياطين ال13 والمغامرين الخمسة...
وأكيد -أكيد يعنى- مهمة جدا لينا -نحن جيل ال2010 وما بعدها- عشان هى سبب من أسباب بوظان مخ أبهاتنا وأمهاتنا اللى اتربوا عليها واتشبعوا بيها ، وبالتالى أخدناها فى الجينات بدون ذنب (هذا جناه علىّ أبى ....!)
تدور أحداث هذه الروايات حول مغامرات رجل مخابرات -كما هو واضح من المقدمة- مذهل القدرات لدرجة مستحيلة ، يستغل هذه القدرات من أجل حماية مصر من الأخطار الخارجية المتمثلة فى أجهزة مخابرات العالم أجمع خاصة إسرائيل.
أبطال الروايات الأساسيون:
منى توفيق : المساعدة الأساسية لأدهم والمرافقة له فى كل مغامراته تقريبا الا فى حالات خطفها أو إصابتها ...وما أكثرها، وحبيبته كما تقتضى قواعد الفيلم العربى الجيد (لازم يبقى فيه بطلة نسائية) وده تقريبا السبب الوحيد اللى خلاها موجودة.
قدرى :خبير التزوير البدين العبقرى ، مركزين أوى على موضوع بدين دى مع انها بديهية بدل واحد عايش فى توتر وبيشتغل بإيديه بس يبقى لازم هياكل كتير!
حسام: خليفة أدهم فى الملاعب والملقب ب (ن-2) ...يتمتع بنفس قدرات أدهم تقريبا؛ ماعدا تقليد الأصوات ببراعة،ولولا ان أدهم متوصى عليه كان زمانه بقى ليه شأن تانى .
سونيا: عدو "أدهم" والمحبة له بشده ،أصدق مثال لأغنية الست إليسا...من كتر حبى فيك خلاص أنا قربت أكرهك...ويكفى أنها الوحيدة اللى عرفت تتجوزه وتخلف منه.
الأبطال المساعدون :
مجموعة كبيرة من فتيات المخابرات الجميلات المساعدات لأدهم فى حالات اختفاء منى بسبب الإصابات.
ممثلو أجهزة المخابرات من جميع الدول ، معادية أو غير معادية.
(دونا كارولينا) زعيمة المافيا الإيطالية والمساندة لأدهم.
سيرجى كوربوف : عضو المخابرات الروسى الذى كان عدوا ثم صديقا-على مضض- لأدهم.
قاتل المؤلف ومعه المحبون للرويات من أجل نفى الارتباط ما بين أدهم صبرى وجيمس بوند ، وبح صوتهم من أجل ترسيخ صورة المقاتل العربى الشريف فى ذهن الجميع ، وده على العكس من جيمس بوند عديم القيم السكير العربيد .
ولكنى -من موقعى هذا- وبنظرة متأنية فى هذه الروايات وجدت أنها خبيثة المحتوى مغلفة بشكل وطنى (شوكولاتايه محشية زفت حضرتك)....هقولكوا ازاى، بص يا عم واحضرنا والنبى :
1- فى المغامرات الأولى ، وعند انبهار شخص بقدراته ، يرد على الشخص المنبهر واحد تانى يقوله "ده ابن زميلنا صبرى الله يرحمه" ، وده بيأكد مبدأ الواسطة ...لو أدهم متميز لوحده مكانوش جابوا سيرة أبوه.
2- أدهم صبرى مالوش علاقة بجيمس بوند خااااالص: مش بيلبس بدل شيك زيه، ولا بيفتن كل الستات اللى بيشوفوه سواء مساعدين ولا أعداء ، مبيشتغلش غير مع ستات (لو منى مش موجودة بيجيبولوا ست مكانها) ، مبيعتمدش على اختراعات المخابرات من الأجهزة والأسلحة الحديثة السهلة التركيب ، مش بيتفادى كل الرصاص ووسائل القتل وفى نفس الوقت رصاصته مبتخيبش أبدا، مش ليه أعداء شخصيين ثابتين ....خالص فعلا.
3- ليه قصة موجهة للشباب الصغير بقصد تنمية القيم الوطنية يبقى فيها قصص حب مابين أدهم وأى كائن مؤنث معدى فى القصة ؟! مش دى نفس حبكة الأفلام العربى : بطل قوى وسيم +بطلة حلوة بتحبه+بطلة حلوة بتحبه ومش بيحبها فمنفسنة+ناس شريرة+انتصار البطل فى النهاية ....فاضل ايه وتبقى فيلم عربى غير الرقاصة؟ سؤال برئ.
4-ليه لازم يبقى كل الستات اللى شغالين فى المخابرات حلوين ، واللى مش مصريين منهم بيلبسوا سواريهات ومايوهات وبيتدلعوا على الرجالة وبيشربوا سجاير وخمور (سونيا كمثال) وعادى لما عيال قبل سن ال18 يقروا ده ! قيم قيم فعلاً.
5-أدهم باشا فى فترة ما فقد الذاكرة واتجوز سونيا وخلف منها ، هى كانت زى اللوز معاه ....هل ده معناه اننا لو فقدنا الذاكرة ونسينا ميراث الدم والكراهية هنشوف اسرائيل حلوة؟ وهنتجوزها ونخلف منها كمان ؟
6-برضه لما أدهم فقد الذاكرة، وبقى اسمه "أميجو صاندو" واشتغل بفلوس سونيا؛ لما رجعتله الذاكرة مرجعش الفلوس ليه؟ لأ وكمان استثمرها وعمل مجموعة اقتصادية كبيرة...طب إزاى الراجل أبو المبادئ عايش من فلوس اسرائيل؟هتقول ما هو استثمرها فى الخير وفى أعمل مشروعة ، هرد هليك وأقولك يعنى معنى كدة ان غسيل الأموال مشروع؟ بلاش كدة ...يعنى لو عملنا مشروعات اقتصادية مشروعة وحلال بفلوس اسرائيلية وكسبنا من وراها فيبقى كدة بيس؟
7-عايز تروج للحب العفيف وإن قصة أدهم ومنى من أروع وأنقى ما يمكن ...ايه بقى حوار رفض منى للجواز من أدهم عشان جسمها مليان ندوب رصاص ! يعنى الست اللى عندها أى مشكلة فى جسمها أو مرض ملهاش حق انها تحب وتتجوز اللى بتحبه؟مين اللى قال ان البنت عشان تتجوز لازم تبقى ميس إيجبت؟ أمال ايه حوار حب الروح مالوش أخر ده ؟
8-المخابرات بتشغل البنات الجميلات فقط حتى ولو مؤهلاتهن للعمل بالمخابرات قليلة...منى فى البداية كانت مبتعرفش لغات غير حبة انجليزى ، ومش بتضرب نار كويس، ورياضات قتالية بتلوش وخلاص ...وبرضه شغلوها (تقريبا دى تاتش من سيرة صلاح نصر وتجنيد الممثلات بس بشكل أكثر تهذيباً.
9- التجسس هو ما يكون (على مصر) والوطنية هى التجسس (لصالح مصر)...لذلك فالخائن الجاسوس هو المجند فى أى جهاز مخابرات أخر حتى لو كان جهاز مخابرات بلاده التى يحمل جنسيتها ، وفى نفس الوقت عادى جدا أن يكون للمخابرات المصرية مصادر معلومات فى كل البلاد حتى ولو من غير المصريين-المحبين لمصر على حد قولهم- عشان مخابرات مصر بتلم معلومات بس عشان تأمن نفسها ومش نيتها تضر حد...لا يارااااااااجل ؟!
10- أمن مصر الخارجى كثيرا ما يقتضى أن تستنزف المخابرات مالها ووقتها فى البحث عن منى ، أو فى علاج منى ...على حساب مين ده يا حكومة؟
11-حقائق علمية : الجسم فيه 0 لتر دم ، ممكن تفقد نصهم وتفضل على رجليك عادى، فقدان الذاكرة كله نوع واحد بس وبييجى بالصدمة وبترجع الذاكرة بنفس الصدمة ، من الممكن أن تحتك الرصاصة بجمجمتك أو شريان رقبتك بدون أن تضر...لا تخرج قبل أن تقول سبحان الله !
وفيه نقطة على جانب الموضوع.؛ ومالهاش اى تلاتين لزمة بس نظرية المؤامرة بتحكم ؛ قصص رجل المستحيل بدأت فى سنة 1984 وقت ما كان "رفعت جبريل" رئيس المخابرات ، وهو المعروف بالثعلب وله دور اساسى فى تجنيد رفعت الجمال "رأفت الهجان" والقبض على "هبة سليم" (قصة فيلم الصعود إلى الهاوية) ، وعشان كدة ظهرت قصص للمراهقين تعلى من قيم الوطنية فى فترة تشكيل الشخصية فى هذا السن،خاصة فى السنوات التى تلت كامب ديفيد ثم اغتيال السادات ، فقالوا يبدأوا على نضيف مع الجيل الجديد...وممكن تبقى مجرد نية طيبة من رجل عرف بمواقفه الوطنية البطولية... لكن هل النية الطيبة تتضمن تمرير فكرة الزواج من اسرائيلية والانجاب منها (تطبيع من تحت لتحت) بالصدفة البحتة فى الأعوام التى شهدت رئاسة عمر سليمان للمخابرات ! وبالصدفة البحتة فى نفس السنوات التى شهدت ازدياد حالات الارتباط بإسرائيليات فى سيناء (مثال الحب فى طابا) !!!
....عيييييييب متفكروش كدة ! على فكرة نظرية المؤامرة أكلت دماغكوا.
